دراسة : 'العدل' االكويتية تدق ناقوس الخطر.. 14 ألف حدث ارتكبوا جرائم خلال 4 أعوام
الكويت
كتب فالح الفضلي : حذرت دراسة اعدتها ادارة الاحصاء والبحوث في وزارة العدل من ارتفاع مؤشرات السلوك العدواني وتزايد معدلات العنف لدى الاحداث، وكشفت ان الذكور في عمر (من 15 الى 18) عاما اكثر ارتكابا للجرائم من الاناث بنسبة 93.2%، واوضحت ان جرائم المرور تحتل المرتبة الاولى في نوعية الجرائم بنسبة 37.1% وجاءت محافظة الجهراء في مقدمة المحافظات التي تقع فيها الجرائم بنسبة 29.4%.
واوصت الدراسة التي حصلت 'القبس' على نسخة منها بتعديل مناهج التعليم لابراز القيم والانماط السلوكية التي يجب ان تترسخ في ذهن الطلاب، وضرورة توفير البيئة العائلية المناسبة وزرع القيم الدينية والاجتماعية الصحيحة، وطالبت ببث برامج توعية ثقافية تحض على نبذ العنف والتطرف.. وهنا التفاصيل:
قامت الدراسة، التي كان عنوانها 'جنوح الاحداث وطرق علاجها' باجراء مسح شامل على جرائم الاحداث خلال الفترة من 2001 الى ،2005 وأكدت ان الذكور هم الاكثر عددا في ارتكاب الجرائم من الاناث حيث بلغ عددهم خلال الفترة المذكورة 13395 حدثا وبنسبة 93.2%، بينما بلغ عدد الإناث 983 حدثا وبنسبة 6.8%.
وأوضحت ان توزيع مرتكبي الجرائم حسب الفئات العمرية بين 15 - 18 عاما بلغ 713 حدثا بنسبة 74.5%، بينما بلغ عدد الذين ارتكبوا جرائم قبل ان يبلغوا 15 عاما 3665 حدثا وبنسبة 25.5%.
المواطنون أكثر
وأظهرت الدراسة ان مرتكبي جرائم الاحداث من المواطنين أكثر من جرائم الاحداث من غير المواطنين رغم ان الفارق ليس كبيرا، حيث بلغ عدد الجرائم التي ارتكبها احداث من المواطنين 7805 وبنسبة 54.3% ومن غير المواطنين 6573 وبنسبة 45.7%.
المؤشرات
ورأت الدراسة ان مشكلة انحراف الأحداث تتطلب الاستعانة بعدد مناسب من المؤشرات العاكسة لمعرفة اسبابها، وأوضحت ان رصد هذه المؤشرات وتتبع حركتها والتعرف على دلالاتها يمكن المسؤولين من مواجهة هذه المشكلة والتعرف على تأثير المتغيرات وفعالية الاجراءات.
وعن المؤشرات المتوافرة للاحداث المنحرفين بدور الرعاية اتضح ان متوسط عدد افراد الأسرة الواحدة 10 أفراد، وبلغ عدد الإخوة ،9 ومعدل التزاحم 1.5 فرد لكل أسرة، وبلغت نسبة النوع 16 ومتوسط عمر الوالدين 43 عاما ونسبة المدمنين او المتعاطين في الأسرة 11.4%.
وأوضحت ان متوسط المدة التي يقضيها الحدث مع الأسرة 8 ساعات يوميا، وبلغت نسبة الاحداث الذين سافروا إلى الخارج دون الأهل 6%، ورأى 20% منهم عدم كفاية دخل أسرهم، وبلغت نسبة العودة الى الجريمة 22%.
السلوك العدواني
ورصدت الدراسة في السنوات الأخيرة ارتفاعا في مؤشرات السلوك العدواني لدى فئة الاحداث، وتزايدا في معدلات العنف واعمال التخريب بصورة لم تكن موجودة في السابق، وبدأت الجهات المعنية في مجال رعاية الاحداث التفكير في اعادة النظر في البرامج والأنشطة المقدمة لفئات الاحداث من أجل وضع حد لتنامي ظاهرة العنف والسلوك العدواني.
وأكدت الاحصائيات الحديثة تزايد معدلات العنف والسلوك العدواني لدى فئة الاحداث (7 ـ 18 عاما)، وهو الأمر الذي يتطلب اعادة النظر في البرامج والأنشطة الحالية المقدمة، ويجب ان يكون المشرف الذي يتعامل مع الحدث متخصصا ليساعد في حل المشاكل السلوكية والنفسية التي يعاني منها الاحداث، خصوصا مشاكل العنف والتمرد على السلطة وعصيان التعليمات وشغل وقت الفراغ، والهروب واتلاف الممتلكات والمرافق العامة.
ضعف الوزاع الديني
ورأى المشرفون على رعاية الاحداث ان أهم اسباب انحراف الاحداث هي اصدقاء السوء بنسبة 86.8%، وضعف الوازع الديني 83.6%، والإنترنت، وانعدام رقابة الوالدين 81.2%.
وأكدت الدراسة، وحسب تساؤلات أولياء أمور الاحداث الجانحين، ان ضعف العلاقة الاسرية والتصدع الأسري مثل انفصال الوالدين والاهمال في التربية والافراط في التدليل تعتبر من أسباب الجنوح، وأوضحت ان لرفقاء السوء دورا كبيرا في انحراف الكثير من الاطفال، وقالت ان الصراع النفسي بين الفرد ونفسه يقود المجتمع الى السلوك الجانح.
وأكدت ان الجهود المبذولة من كل الاجهزة الرسمية وغير الرسمية لمقاومة الجنوح غير كافية للحد من تزايد معدلات الجنوح، والتي تحتاج الى مزيد من الدعم وبالامكانات المتاحة والعمل على مواجهتها وتخصيص البرامج التوعوية لعلاجها.
الطلاق والخلاف
توصلت دراسة أخرى عن مشكلة احتراف الجريمة، اعتمدت في تفسير نتائجها على البناء الاجتماعي، الى ان الانفصال بين الوالدين بالطلاق لا يمثل سوى 10% من نسبة الاحداث المنحرفين، وان 90% منهم يأتون من اسر يعيش الوالدان معا، لكن ينتشر فيها الخلاف الى حد ان يشارك فيه الابناء، واوضحت ان هذا الخلاف يؤثر بطرق مختلفة في الابناء، مما يسهل دور رفقاء السوء الذين يلجأ اليهم الابناء في ظل غياب الاسرة.
كبيرة العدد محدودة الدخل
توصلت دراسة، اعدها مجلس التخطيط بالكويت، عن ظاهرة انحراف الاحداث، الى ان نسبة كبيرة منهم يرتكبون جرائمهم بتشجيع من جماعة اقرانهم، واوضحت ان هناك تفاعلا بين جماعات الاحداث، وقالت ان نسبة كبيرة منهم يأتون من اسر كبيرة العدد ومحدودة الدخل متخلفة اقتصاديا.
التوصيات
خلصت الدراسة الى مجموعة من التوصيات للمساهمة في حل المشكلة ومنها: توفير بيئة عائلية مناسبة يسودها الحب والوئام من خلال زرع القيم الدينية والاجتماعية الصحيحة والاعتدال في التوجيه بين أفراد الأسرة.
انتهاج الأسلوب العلمي والمتحضر المناسب للعادات والتقاليد الأصيلة لاعتماده في المدارس، واختيار المعلمين الاكفاء المختصين بالتعامل مع الطلبة، وتوفير مناخ تسوده حرية التعبير لدى الطالب منذ نعومة اظافره، لتكون لدية شخصية مستقلة لا تتبع الأفكار الضالة.
على المؤسسات الإعلامية بث البرامج التوعوية والثقافية الجذابة الهادفة الى نبذ العنف والتطرف ومقاومة كل ما من شأنه التسبب في فساد عقول الشباب، خاصة في ظل الظروف الأمنية الراهنة.
استحداث قنوات جديدة وحديثة للتدريب المهني، وتشغيل الاحداث المعرضين للانحراف داخل المجتمع، ووضع مقاييس نفسية حول الانجاز وتقدير قيمة الوقت، وتهيئة الحدث على الاقبال على الدراسة والتدريب المهني.
توفير خدمات علاجية نفسية وارشادية في شكل عيادات أو مكاتب ارشادات حكومية تضم متخصصين مؤهلين، والتوسع في إنشاء هذه العيادات والمكاتب في كل المحافظات.
ضرورة تغيير وتعديل المناهج لجميع المراحل الدراسية، بحيث تحتوي على أعلى القيم والأنماط السلوكية السوية التي يجب ان تترسخ في سلوك الاحداث منذ الطفولة المبكرة.
دور الاختصاصي النفسي
حددت الدراسة مجموعة من الادوار والوظائف التي يقوم بها الاختصاصيون النفسيون منها: تخفيف العبء التربوي عن كاهل المعلم، وتوفير الخدمات النفسية والاجتماعية، عن طريق زيادة اعداد الاختصاصيين والباحثين النفسيين والاجتماعيين في المدارس.
تحقيق غاية التعليم في تحقيق ذوات الطلاب عن طريق مساعدتهم في تحقيق ذواتهم وفهم نفسيتهم.
توعية المجتمع بأسباب الانحراف، والعوامل التي تجذب الشباب للسلوك المنحرف، واعداد برامج لتوعية الشباب باهمية دورهم وتوعيتهم بأضرار الانحراف في هدر طاقاتهم وضياع موارد الوطن.
اعطاء صلاحية لكل من الاخصائي الاجتماعي والنفسي بالمدرسة لمراقبة الاسرة ومتابعتها، وكتابة تقارير عن الاسرة التي تهمل ابناءها وتسيء اليهم، وصلاحية تحويل اولياء الامور المهملين والمسيئين لابنائهم الى القضاء للمحاكمة والمعاقبة
http://www.nour-atfal.org/news/wmview.php?ArtID=509